..{ قَدِمَتْ إليَّ مُختالةً بمَشيَتِها .. مُزدانةً بِرَونَقٍ لَم تَعهَدهُ عَينايَ قَبلاً .. بِوسطِها المائلْ .. وزِينتِها الباذِخَة .. ومَفاتِنَها الزَّاهيَة .. بِشَعرِها المَسدُولِ على كَتِفَيها .. بِلَمعَانِهِ تَحْتَ ضِياءِ القمَر .. بِعَينَيها المُتَلألِئتين .. بِوَجنَتَيها الزَّاهِيَتَين .. بِقوَامِها الممشُوق .. ونَظراتِها السَّاحرة .. بِشَفَتَين زيَّنتهُما ابتِسامَةٌ جَذَّابة ..
اقتَرَبَتْ منِّي بِخِفَّة ،، وبِكُلِّ هُدُوء .. تَسَمَّرتُ حَيثُ أَقِفْ .. بَقيتُ في وَضعي .. في دَهشَةٍ وافْتِتَان .. تأمَّلتُ لَمَحاتَ وَجْهِها بِدِقَّة .. وَجْهٌ مَلائِكي .. عُنُقٌ مُزدَانٌ بِعِقدٍ لُؤلُئي .. عَيناها كالدُّرَرْ .. تَفَحَّصتُها أكثَرْ .. فَأعجَبَتني أكْثَر .. وبَاتَ ذّلِكَ جَليَّاً في نَظَراتي ..
اقتَرَبَتْ مِنِّي أكثَرَ مِن ذِي قَبْل ..
اقتَرَبَتْ مِنِّي وهَمَسَتْ :..
ألَم أُعجِبكْ ؟! ..
أدرَكتُ سَريعاً مَدَى قُربِها مِنِّي فَدَفَعتُها عَنِّي بِكِلتا يَدَيَّ .. ونَبَضاتُ قَلبي تَتَسَارع .. وجَسَدي يَرتَجِف .. وأطرافي تَرتَعِدْ .. وبدَأَ العَرَقُ يتَصَبَّبُ مِنِّي ..
ابتَعَدتُ لِلخَلفِ رُوَيداً رُوَيداً .. ما زَالَتْ تَقِفُ حَيثُ هيَ دُونَ حَراك .. ما أثَارَ تَعَجُّبي بَقَاءُ نَظرَاتِهَا كمَا هِيَ .. وابتِسامَتُها كَذَلِك .. ولا تَبدُو عَلَيها مَظاهِرُ الخَوفِ أوِ الدَّهشَة .. بَلْ دَامَتْ مَلامِحُها كَمَا قَدِمَتْ إِلَيّ .. لَمْ تَتَغَيَّر ..
أسنَدتُ ظَهري لِحائِطٍ قَريب .. وَضَعتُ بِيَدي فَوقَ صَدري .. تَمَالَكتُ نَفْسِي .. حَتَّى هَدأتْ أعصَابي ..
نَظَرَتْ إلَيَّ مَليَّاً .. ثُمَّ تَحَرَّكَتْ نَحْوي .. كَانَتْ تَسيرُ بِخُطُواتٍ مَمْشُوقَة .. كأنَّما تُحَلِّقُ نَحْوي بِخِفَّةٍ وتَأَلُّق .. واقْتَرَبَتْ مِنِّي حَتَّى وَصَلَتني ..
لَمْ أَكُنْ أَعِي ما أرَاهُ أمَامي .. وَبَدأَتْ تُبْرِزُ مَفَاتِنَها لي .. مِن كُنُوزٍ احْتَوَتْ عَلَى لآلِئَ وذَهَبٍ وَفِضَّة ..
لَكِنَّ أُذُنايَ تَنَاهَتْ إلَيهِمَا أغَاريدٌ عَذبَة .. وهَدِيرُ أنهَارٍ هَادِئة .. وحَفِيفُ أَوراقِ الشَّجَرِ دَاعَبَ أُذُنايَ بِكُلِّ خِفَّة .. ثُمَّ لَمحَتْ عَينَايَ بَريقاً لَم تَشهَدهُ مِنْ قَبْل .. بَريقٌ شَدَّني وأَلهَاني عَمَّن أمامي ..
أَبعَدْتُ تِلكَ الفَاتِنَةَ عَنْ طَريقي .. وقُدْتُ قَدَمَايَ نَحْوَ ذَلِكَ البَرِيقِ الجَذَّاب .. سِرْتُ بِكُلِّ خِفَّة .. ورُسِمَتْ ابتِسَامَةٌ أضَاءَتْ وَجهِي بِشْراً وسُرُوراً ..
أدَرتُ بِرَأسي لِلخَلف ..
نَظَرتُ لِلفَاتِنَةِ وَقُلتْ :..
" يا دُنيا اعذُريني ،، فَالجَنَّةُ تُناديني " ..
وَرُحْتُ أُتابِعُ سَيري حَيثُ ذَاكَ البَريقُ الأخَّاذْ .. ~
تح ـيتي :)
2 التعليقات:
يا جميلة الروح :)
إلى الجنـان إلى الجنـان
ونحن معك بإذن الله
*
تمنيت لو تركتِ خاطرتك مبهمـة
ولم تفصحي عنها في العنوان
أظنك لو اكتفيتِ بعنوان (أعذريني)
لكان أجمل
تحايا ,’, وأمنيات
كم أنتي رائعة أختاه.
قصة قصيرة تستحق التقدير.
قلمك يكشف عن موهبة تنتظر النور.
كم أنا سعيدة بوجودي بين صفحاتكِ الراقية.
ودي وإحترآمي.
ردودكم تسعدني .. فحياكم ربي ||