في يوم الأربعاء الرابع عشر من شهر ذي القعدة
عام ألف وأربعمائة وسبعٍ وعشرين للهجرة،
في تمام الساعة الحادية عشر ليلاً ، وأنا في غرفتي أدرس مادة التفسير ،
تناهى لمسمعي رنين جرس باب المنزل ،
تناهى لمسمعي رنين جرس باب المنزل ،
فلم أعبئ به وتابعتُ دراستي، غير أنَّ الرنين صار يتوالى مرةً بعد أخرى ، مما أثار تعجُّبي!
حتى طرقت والدتي باب غرفتي ودخلت وعلى وجهها أمارات الحزن والأسى .
كما كانت تحبس دموعها،
لم أشعر بنفسي إلا وأنا أضمها إلى صدري بقوة ، فنظرتُ في عينيها وقلتُ متسائلة:
لم أشعر بنفسي إلا وأنا أضمها إلى صدري بقوة ، فنظرتُ في عينيها وقلتُ متسائلة:
- ما بكِ أمي ؟
أجابت بكلمة واحدة، وليتني ما سمعتها وما تفهَّمتُ معناها :
- أبوكِ ...
وتاهت بقية الكلمات، حينها عقَّبتُ بلا تفكير :
- مات ؟
فأومأت برأسها موافقة وعادت تضمني إليها وتجهش بالبكاء ،
وأنا قد أصابني الجمود من أثر الصدمة.
تركتني أمي بعدها وقد أوصتني بإخوتي وغادرت المنزل إلى المشفى حيث توفي والدي الحبيب؛
لتودِّعه أو لتُلقي عليه نظرةً أخيرة .
جلستُ أتمالك نفسي، وأحاول استيعاب ما حصل، هل رحل والدي حقاً؟
ذاك النور المضيء في منزلنا بل في حياتنا رحل ؟
بقيتُ أناجي نفسي حتى هزيعِ الليلِ الأخير،
لا أُدركُ ما أفعل سوى البكاء بصمت وبعينان لا تريان غير صورة والدي الأخيرة ،
لا أُدركُ ما أفعل سوى البكاء بصمت وبعينان لا تريان غير صورة والدي الأخيرة ،
ربما تخيلته وهو مُسدى على سرير أبيض وقد فارقت روحه النقيَّة جسده الطاهر،
لكنني أخيراً تنبَّهتُ إلى أنَّ من أبكي عليه
لكنني أخيراً تنبَّهتُ إلى أنَّ من أبكي عليه
قد رحل ولن يعود، ولن يُسعده بكائي وهو في مرقده، قد أدَّى دوره في الحياة وغادرها .
أبي الحبيب:
غادرتني وأنا ابنتك المدللة الحبيبة ، وها قد ودَّعتُ معكَ الحب والدلال،
فقد كبرت مسؤوليتي، سأقف بجانب والدتي لأجل مرضاتك ولأجلها كذلك،
سأبقى أحبك ما حييت، فخورةً بك، وينبض قلبي بذكراك.
تح ـيتي
4 التعليقات:
لقد حزنت اشد الحزن لمصابك
يظهر من ذكرك للاحداث والتاريخ ان والدك عزيز عليك
اسأل الله أن يسكنه فسيح جناته
وأن يجزيك خير الجزاء على برك له
..
سلمت لعظيم شعورك
وكريم دعائك ،.
،،آمين،،
جزيت كل خير،.
تح ـيتي
..
رحمه الله وأسكنة فسيح جناتةإن شاء الله, وجمعكِ مع من تحبين في ظلال جناتة.
والله لقد اعتصر قلبي اعتصارا لهذه الحادثة
رحم الله أباك ,وأسكنه فسيح جناته
قلب العالم
ردودكم تسعدني .. فحياكم ربي ||